فضاء قيمي المكتبات المدرسية
فضاء قيمي المكتبات المدرسية
فضاء قيمي المكتبات المدرسية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

فضاء قيمي المكتبات المدرسية

إقليم بنسليمان بجهة الشاوية ورديغة
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول    

 

 أزمة القراءة في الوطن العربي

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin



ذكر عدد المساهمات : 65
تاريخ التسجيل : 08/11/2009

أزمة القراءة في الوطن العربي Empty
مُساهمةموضوع: أزمة القراءة في الوطن العربي   أزمة القراءة في الوطن العربي I_icon_minitimeالخميس سبتمبر 15, 2011 7:56 pm

أزمة القراءة في الوطن العربي


أمياي عبد المجيد

أولا من الصعب الجزم بالقول أن أزمة القراءة هي نتاج ذلك التراجع في حركة النشر، والطبع في الوطن العربي ولا يجوز في تصوري أن تكون هذه الظاهرة إعلانا على فقدان الثقة في مسار حركة الإبداع والتأليف .
ثانيا ، تجنبا للإخفاء يتحتم علينا كمثقفين أن نبرر هذه الأزمة بمبررات واقعية تنأى عن المزايدات، والتهرب من المسؤولية المنوطة بكل مثقف يريد إشراك القارئ في مسيرة البناء الثقافي الصحيح، والتميز الذي يوفر مكانة معينة للمجتمع .
عندما بدأ وعي المثقف العربي يستيقظ اتجاه واقعه المعرفي فهم انه من البديهي أن يجاري أسباب الأزمة التي يتخبط فيها ما دامت العولمة تفتك بكل شيء ، وهكذا كان المثقف العربي طوال السنوات الأخيرة أسير الانطباع الخادع ، أو دعونا نقول بكل صراحة أن المثقف العربي فقد شجاعته في مواجهة أزماته التي تمسه هو شخصيا قبل العاديين من أفراد مجتمعه، وكانت العولمة كبش فداء مميز لتعليق خيبة الواقع !!
يحلوا لبعضهم أن يلقوا بأزمة القراءة على ما جاب به العصر من تطور تقني ، فمنهم من يغاض لان الانترنت أصبحت معطا وشريكا في الحياة اليومية عند العديد من الناس وبعضهم يتهكم ويلقي باللئيمة على الانفجار الإعلامي خاصة ما أصبح يعرف بعصر الفضائيات .
نلاحظ في تقديم هذان المعطيان كأساس استنتاج نهائي يلخص الحالة المعرفية وأزمة القراءة، هو في حد ذاته تهرب من الواقع الذي يجب أن يطرح ومن قال بان الانترنت قد أثرت على حالة القراءة ، فعلى سبيل المثال بعد الثورة الرقمية التي شهدها العالم استطاعت صحف كثيرة مضاعفة مبيعاتها كجريدة لومند le monde الفرنسية .
إن فهم إشكالية القراءة في الوطن العربي تتم أولا بتخلي المثقف العربي على تصوره الحالي ، ويسحب اتهاماته التي لن تغير في الواقع شيئا بل اعتقد شخصيا أن هؤلاء المثقفين أشاعوا ونشروا هذه الأفكار الازدرائية، حتى تبقى الساحة مفتوحة لشريحة معينة من أهل المعرفة ، والسبب الذي يدفعني إلى القول بهذا أن السببين المقدمين في تفسير هذه الظاهرة هما سببان فضفاضان من السهل جدا أن يلتبسا على الإنسان وكانا نتاج تطورات طبيعية لديناميكية الإنسان العلمي الذي لا يمكن إيقاف حركيته بمجرد الاشتباه في مسؤوليته على انتعاش المعرفة ونسبة القراءة !!
لقد انتهى الفهم الإشكالي إلى التسليم بأن الفهم الطبيعي والصحيح هو الذي يقول به مجموعة من المثقفين ودونما الاستدراك بسؤال الجدل خمدت كل المحاولات التي أرادت إحياء الجدل في منظور المعرفة والكشف الصريح على مكامن الخلل دون القفز على الحقائق البينة .
وبامكاني الآن أن أعطي معطا جديدا تجاهله المثقفون ولم يشاءوا الحديث عنه بشكل مباشر لسبب بسيط أنهم هم المسئولون بشكل رئيسي على تردي المعرفة وتقهقر حالة القراءة انطلاقا من هذا المعطى . إنني اعني بالضبط ما يمكن أن نصطلح عليه " قيمة المعرفة ".
عندما يصل اللبس مداه ويقف القارئ في حيرة المغترب ، بشكل تلقائي يطرح سؤال القيمة كاستدراك طبيعي ، لكن الخطير في هذا السياق أن المثقف وقف ينحت في سؤال القيمة حتى شوهه وألقى باللائمة على غير ما يجب أن يلام . وهذا المثقف للأسف لم يدرك شيئا مهما في نظام المعالجة المعرفية ، فهو لم يستطع إخماد السؤال عند ثلة من الجدليين (الثوريين ) وبالتالي بدأت النتائج العكسية تظهر حتى عاد سؤال البحث عن قيمة المعرفة يطفو بقوة .
عندما غاب على الساحة العربية الجمال المعرفي والاستمتاع بالقراءة ترتب عن فهم صيغة ودور المعرفة أنها في سياق الجمال ما هي إلا خدعة لا يمكن أن تحقق مراد القارئ وفي الاستمتاع وجد هذا القارئ أن تحدي الواقع ونقله بلغة اقرب إلى لغة الخشب فرضته عليه الملل فرضا . من هنا يتحدد لدينا عاملان مثلا نقطة تحول مهمة عند القارئ العربي ووضعية المعرفة :
الأول، يتعلق بجودة الإنتاج وديناميكية التأليف فالكل يدرك أن وضع الإبداع في الوطن العربي مازال يراوح مكانه ، وان النهضة التي حققها جيل الخمسينيات والستينيات لم يضف إليها شيء سوى بعض النبش الخفيف الذي كان تعبيرا على رغبة شخصية عند مجموعة من الغيورين المشتتة جهودهم في أكثر من دولة عربية ، وبلا شك يدرك الجميع أن الكثيرين من مثقفي زماننا هذا وقعوا في فخ وهم الإبداع متناسين أن البند الأساسي في نفاذ أعمالهم هو محاكاة ما يكتبونه لرغبة القارئ ، فكيف يكون هذا والقارئ متذمر يتجاذبه عزوف مريع عن القراءة التي كانت نتيجة لإقرار هذا الوهم ؟!
الثاني ،:باستطاعتي أن أقول بان القراءة في الوطن العربي يساهم في تردي وضعها ما يمكن أن نقول عنه غياب الحس المشترك ، وغياب النقد والجدل المؤسس على أسس وقواعد موضوعية تضيف أكثر مما تأخذ، فلو كانت المعرفة تتعرض لمثل هذه المراجعات الحيوية لكوننا طبقة مهمة وشريحة عريضة من القراء الذين يسايرون التجديد المعرفي الدائم عوض أن ترسخ لديه فكرة الجديد القديم التي تعيد نسخ القديم في قالب جديد دون تغيير جذري ، وبالتالي يمكن أن نقول بأننا بحاجة إلى أن يكون حسنا مشترك مبني على فهم مشترك لواقع مشترك .

* كاتب مغربي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://bibliosco.forumactif.org
 
أزمة القراءة في الوطن العربي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» عن عواقب أزمة القراءة
» أزمة القراءة .... تخلف ثقافي وظاهرة عالمية: أحمد خضر
» ملف عن القراءة
» بحث كامل عن " القراءة "
» كيف تحبب القراءة لأبنائك

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
فضاء قيمي المكتبات المدرسية :: الفضاء العام :: فضاء القراءة-
انتقل الى: