مذكرة رقم : 199
إلـــــــــــى
السادة مديري الأكاديميات
نواب الوزارة
مديري المؤسسات الإعدادية والثانوية
الموضوع : الخزانة المدرسية
سلام تام بوجود مولانا الإمام دام له النصر والتأييد
وبعد، غير خاف أن للخزانة المدرسية دورا أساسيا في ضمان السير العادي للعمل التربوي داخل المؤسسات التعليمية، وتوفير الوسائل التعليمية اللازمة لنجاحه وتحسين مردودية.
فهي تمكن الأساتذة ـ بما توفره لهم من مصادر ومراجع ـ من تنمية معارفهم وتطويرها وتحديثها، وتساعدهم بالتالي على إعداد دروسهم وإغنائها وتكييفها لصلح المتعلمين.
وهي من جهة أخرى، تشكل بالنسبة للتلاميذ مجالا تربويا تختلف طقوسه وتنظيماته عن تلك التي ألفوها في قاعة الدراسة، إذ أنها توفر لهم الإطار الملائم للاطلاع المباشر، والمبادرة الحرة، وبذل الجهود الشخصية، فيتعودون الاعتماد على أنفسهم، ويتدربون على أساليب العمل الفردي والجماعي، وعلى مناهج البحث والتنقيب، ويتربون على الفضول العلمي وحب الاستكشاف والمطالعة.
ويتحقق ذلك بصفة خاصة إذا كان تنظيم الخزانة وتسييرها محاطين بالعناية اللازمة، سواء من حيث التجهيز أو الترتيب أو توفير شروط العمل في جو يسوده الهدوء والاطمئنان وراحة البال، وكانت الخزانة مزودة بما يلبي رغبات التلاميذ ويغذي فضولهم الفكري من المراجع والكتب والموسوعات والمجلات وغيرها من وسائل الاتصال المكتوبة والمسموعة والمرئية، وكان القيم عليها واعيا بمسؤولياته التربوية، ملما بأساليب أدائها، ويقوم بواجبه في توجيه التلاميذ ومساعدتهم وتشجيعهم على النحو الذي يجعلهم يرتادون الخزانة برغبة وطواعية.
ووزارة التربية الوطنية، وعيا منها بأهمية الخزانة المدرسية باعتبارها وسيلة أساسية، ولا غنى عنها، في مجال التربية والتكوين، لم تأل جهدا في إحداث الخزانات المدرسية بالإعداديات والثانويات على السواء، وتزويدها بالتجهيزات اللازمة والكتب والمراجع الأساسية وتعيين القيمين عليها، وتوفير الاعتمادات السنوية لتسييرها، وإصدار التوجيهات والتعليمات المتعلقة بتنظيمها وتنشيطها.
بيد أنه، إذا كانت الخزانات المدرسية لبعض المؤسسات تسير بشكل يستحق عليه المسؤولون عنها التنويه والإشادة، فإنه يلاحظ بأسف بالغ أن جهود مؤسسات أخرى لم ترق إلى المستوى الذي يفرضه دور الخزانة المدرسية في تحقيق الأهداف التربوية والتعليمية.
من أجل ذلك كله، فقد وضع برنامج عمل متكامل الحلقات يستهدف إعادة الاعتبار للخزانة المدرسية وإحلالها المقام المرموق الذي ينبغي أن تحتله في حياة المؤسسات التعليمية، ويتضمن هذا المخطط العناصر الآتية :
1- على مستوى الإعداديات والثانويات
أ- إحداث "مجلس الخزانة" بكل مؤسسة إعدادية وثانوية برئاسة السيد المدير وعضوية أفراد المجلس الداخلي والقيم على الخزانة، وممثل جمعية الآباء، ويتولى هذا المجلس الإشراف على تسيير الخزانة وتنمية رصيدها من الكتب وتحسين ظروف العمل بها.
ويرفع هذا المجلس للنيابة الإقليمية في نهاية كل دورة تقريرا عن نشاط الخزانة.
ب- حث جمعية آباء التلاميذ وأوليائهم على الاهتمام بالخزانة المدرسية وتخصيص نصيب من مداخليها لاقتناء الكتب وغيرها من وسائل الاتصال وتجديدها.
ج- تخصيص ما لا يقل عن نصف الاعتمادات المخصصة لاقتناء الكتب واللوازم المدرسية (الفقرة 20، السطر19) لشراء الكتب المدرسية والتثقيفية، وينبغي أن يتم ذلك بناء على اقتراحات مجلس الخزانة.
د- تنظيم حملة في صفوف التلاميذ لتعريفهم بأهمية الخزانة المدرسية واطلاعهم على محتوياتها ونظامها، وتعويدهم على ارتيادها والاستفادة من رصيدها.
2- على مستوى النيابات :
أ- القيام بحملة تفتيش وبحث من لدن لجان مختصة للإطلاع على أحوال الخزانات المدرسية بالإعداديات والثانويات وإعطاء التوجيهات ا للازمة للمكلفين بها، وإصدار تشجيعات للخزانات التي تسير بكيفية مرضية.
ب- تنظيم مسابقة بين تلاميذ المؤسسات الإعدادية والثانوية لابتكار شعارات وملصقات تبرز أهمية الخزانة المدرسية ودورها، وموافاة مديرية التعليم الثانوي ـ قسم التأطير التربوي ـ قبل متم شهر مارس 1992 بأجود الإنتاجات بعد انتفائها من لدن لجنة خاصة.
ج- تنظيم حلقات تكوينية لفائدة القيمين على الخزانات المدرسية.
د- موافاة مديرية التعليم الثانوي ـ قسم البرامج ـ قبل متم شهر ماي من كل سمنة بتقرير إجمالي عن أنشطة الخزانات المدرسية، وعن نتائج حملة التفتيش المشار إليها سابقا.
3- على مستوى الأكاديميات
أ- المساهمة بتنسيق مع النيابات في حملة التوعية بأهمية الخزانة المدرسية ودورها بين صفوف الأساتذة والتلاميذ وأوليائهم.
ب- المساهمة في تأطير الحلقات التكوينية التي تنظمها النيابات لفائدة القيمين على الخزانات المدرسية.
ج- إجراء بحوث حول الخزانات المدرسية، وإعداد وإصدار وثائق ونشرات توجيهية عنها.
4- على مستوى المصالح المركزية
أ- إحداث مصلحة خاصة بالخزانة المدرسية بقسم البرامج بمديرية التعليم الثانوي تكون مهمتها : النهوض بالخزانات المدرسية بالإعداديات والثانويات، وتتبع نشاطها ومراقبتها.
ب- إحداث جهاز مختص لمراقبة الخزانات المدرسية وتفتيشها على غرار جهاز المفتشين المكلفين بالمراقبة التربوية.
ج- وضع نظام لكراء الكتب المدرسية للتلاميذ بثمن مناسب على أن تستغل مداخيل الكراء لتنمية رصيد الخزانة وتجديده.
د- البحث عن موارد إضافية لتمويل الخزانات المدرسية وتسييرها.
وإني على يقين أن المسؤولين على جميع المستويات، ومن ضمنهم أعضاء مكاتب جمعيات آباء وأوليائهم سيدركون المرامي التربوية البعيدة لهذا البرنامج، ويعتبرون هذه المذكرة إطارا مرجعيا للتباري ـ كل في دائرة اختصاصاته ـ من أجل تحقيق الأهداف التي تتوخاها.
والله ولي التوفيق، والسلام.
وزير التربية الوطنية
الدكتور الطيب الشكيلي
الرئيسية 
البوابة 
أحدث الصور 
التسجيل 
دخول 
موضوع: المذكرة 199 المتعلقة بالخزانة المدرسية 
الجمعة نوفمبر 23, 2012 7:11 am
